ما هو Vibe Coding؟ ثورة جديدة في عالم البرمجة حسب الرغبات بالذكاء الاصطناعي

ما هو مصطلح Vibe Coding؟

Vibe coding (صياغة الرغبات) هو أسلوب تطوير يعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي (LLMs) لتوليد الشيفرة عبر أوامر لغوية طبيعية، مع تقليل تدخل المطوّر في التفاصيل الدقيقة للشيفرة البرمجية والتركيز بدلًا من ذلك على «الرغبات العامة» للمنتج والنتيجة النهائية. اشتهر المصطلح بعد حديث أندريه كارباثي عنه في 2025 بوصفه «الاستسلام للفايب وانسى أنّ الشيفرة موجودة أصلًا»، مدفوعًا بتطور أدوات مثل Cursor وClaude التي تجعل بناء المزايا عبر الحوار أمرًا ممكنًا وسريعًا. (X (formerly Twitter), Simon Willison’s Weblog, Wikipedia)

خلفية ونشأة المصطلح

  • في فبراير 2025 نشر كارباثي تغريدة يصف فيها نمطًا جديدًا من البرمجة يعتمد التفاعل اللغوي مع الأدوات التوليدية، مع قبول واسع لاقتراحات الذكاء الاصطناعي دون الانشغال ببنية الشيفرة البرمجية. انتشر المصطلح بسرعة في الإعلام والمجتمع التقني. (X (formerly Twitter)

  • تناولت تغطيات تقنية وإعلامية هذا التوجه بوصفه مهارة جديدة في سوق العمل وموضوعًا نقاشيًا في وادي السيليكون. (WIRED, Tom's Guide)

الفكرة الأساسية

بدل كتابة الشيفرة سطرًا بسطر، تصف المطلوب («أنشئ صفحة إعدادات بفلتر وتصدير CSV…») فيقوم مساعد الذكاء الاصطناعي بإنشاء الملفات والتعديلات، ثم تعطيه تغذية راجعة («قلّل هامش الشريط الجانبي للنصف»، «اجعل الاستعلام يستخدم pagination»)، وتكرّر الدورة حتى تصل إلى «الرغبة» الصحيحة. هذا يختلف عن «الترجمة بالحرف» أو مجرّد الإكمال الذكي؛ فجوهره هو التجريب السريع وقبول تغييرات واسعة دون هندسة دقيقة مبكرة. (Simon Willison’s Weblog)

كيف يختلف عن البرمجة بمساعدة الذكاء الاصطناعي التقليدية؟

  • AICoding التقليدية: المطوّر يكتب أغلب الشيفرة ويفحص الاقتراحات، مع مراجعة واعية ودقيقة.

  • Vibe coding: المطوّر يوجّه الهدف والنتيجة، ويقبل اقتراحات شاملة من الأداة، مع فحص لاحق عبر التشغيل والاختبار أكثر من فحص البنية سطرًا سطرًا. يرى بعض الخبراء أنّ الخلط بينهما يُسيء للفهم الصحيح للاستخدام المسؤول للأدوات الذكية.

لماذا ظهر الآن؟

  • نضج الأدوات: بيئات مثل Cursor والبرمجيون جعلت إنشاء الملفات والمشاريع كاملة بالطلب أمرًا واقعيًا.

  • سهولة الوصول: تغطيات حديثة تُبرز كيف صار بإمكان غير المتخصصين إنجاز تطبيقات صغيرة عبر محادثة مع النماذج، ما صنع موجة اهتمام جماهيرية.

  • تجارب علنية: منشورات ومدونات تُظهر نماذج أولية بُنيت بهذه الطريقة (مثل MenuGen). (karpathy)

حالات استخدام مناسبة

  • النماذج الأولية السريعة (Prototyping): اختبار فكرة منتج أو ميزة في ساعات بدل أسابيع.

  • أدوات شخصية ومصغّرة: تطبيقات «software-for-one» أو سكربتات مهام متكررة.

  • تعلم تقنيات جديدة بسرعة: تجاوز حاجز البدء بمكدّسات لم تتعامل معها من قبل (مع وعي بالمخاطر).

المخاطر والتحديات

  1. القابلية للصيانة والقراءة: قبول تغييرات واسعة قد ينتج شيفرة صعبة الفهم لاحقًا.

  2. الجودة والأمن: أبحاث وتقارير تحذّر من أن الشيفرة المولّدة قد تُدخل عللًا وثغرات ما لم تُراجع وتُختبر جيدًا.

  3. الاعتماد الزائد على الأدوات: تجارب سلبية لوكلاء برمجيين أخطأوا في مهمّات حسّاسة تؤكّد ضرورة الحوكمة والقيود.

  4. سوء الفهم: منتقدون يرون أن التسمية قد توهم بأن «البرمجة صارت مجرد فايب»، بينما العمل الجاد يبقى في الاختبار والمراجعة والدمج. (Simon Willison’s Weblog)

دليل عملي: كيف «تفايب-تكود» بطريقة مسؤولة

الخطوة 1 – صياغة الهدف كعقد مواصفات مصغّر:
اكتب وصفًا موجزًا وظيفيًا («صفحة تقارير مبيعات شهرية مع تصدير CSV، وسلطة الفرز حسب الدولة…»). أرفق أمثلة إدخال/إخراج، وحدود الأداء، ورسائل خطأ متوقعة. هذا يزيد جودة المخرجات. (IBM)

الخطوة 2 – إدارة جلسة حوارية منظّمة:
قسّم الميزات إلى مهام قصيرة. اطلب «خطة ملفات»، ثم «توليد كل ملف»، ثم «تشغيل الاختبارات». أعطِ تغذية راجعة دقيقة على كل تكرار («خفّض زمن الاستعلام إلى <300ms»، «استبدل التخزين المؤقت بـ Redis»). (WIRED)

الخطوة 3 – خط دفاع للجودة:

  • اكتب اختبارات وحدة وتكامل مبكرة، ودع الأداة تولّدها ثم حسّنها يدويًا.

  • فعّل فاحصات ثابتة ومهيئات أمان (linting، SAST) في خط أنابيب CI.

  • اطلب من الأداة توليد توثيق وتعليقات وملف معمارية مختصر بعد كل دفعة تغييرات. (Wikipedia)

الخطوة 4 – حدود الأتمتة:

  • لا تمنح الوكلاء صلاحيات تدميرية على قواعد بيانات إنتاج. استخدم بيئات معزولة و«وضع مقترحات فقط».

  • راجع الفروق (diffs) للتغييرات الحساسة حتى لو «كنت تقبل الكل» في المراحل المبكرة. (Wikipedia)

الخطوة 5 – الإخراج النهائي:
اطلب «تنظيف الشيفرة» و«إزالة التكرار»، ثم «تلخيص القرارات المعمارية»، وأخيرًا «توليد قائمة مخاطر مع خطط تخفيف». (Simon Willison’s Weblog)

أدوات ومنصّات شائعة في هذا السياق

  • بيئات تحرير مدعومة بالذكاء الاصطناعي (مثل Cursor) تُستخدم بكثافة في تغطيات حديثة لتوضيح الفكرة عبر برمجة ثنائية مع النماذج.

  • مساعدات المحادثة العامة (ChatGPT/Claude/Gemini) لابتكار النماذج الأولية السريعة وواجهات الويب البسيطة.

  • أمثلة تطبيقية منشورة مثل مشروع MenuGen الذي يوضح أسلوب العمل من الفكرة إلى نموذج أولي بالحوار.

أفضل الممارسات لتبني Vibe Coding في فرق العمل

  1. حدّد نطاقًا واضحًا: احصره في النماذج الأولية والميزات منخفضة الخطورة قبل دخول الإنتاج.

  2. حوكمة الذكاء الاصطناعي: سياسة وصول، سجلات تدقيق، حماية أسرار، وعدم منح صلاحيات كتابة مباشرة للإنتاج.

  3. عقود جودة إلزامية: تغطية اختبارات دنيا، مراجعة بشرية إلزامية لما يمس الأمن/الأداء، وقائمة تحقق قبل الدمج.

  4. تعليم الفريق الفروق: ليس كل «توليد شيفرة» هو vibe coding؛ الفهم الدقيق يقلّل التوقعات الخاطئة ويعزز الاستخدام المسؤول.

مقارنة سريعة

الجانب Vibe coding برمجة بمساعدة الذكاء الاصطناعي (تقليدية) Low/No-Code
نقطة البدء حوار/أهداف عليا مطوّر يكتب ويستكمل الذكاء بعض الأجزاء مكوّنات جاهزة
التحكم في البنية منخفض في البداية عالٍ محدود بقوالب المنصّة
السرعة للـ MVP عالية جدًا عالية عالية
الصيانة على المدى الطويل قد تتدهور إن لم تُحكم جيدة نسبيًا مقيدة بالمنصّة
ملاءمة الإنتاج بحذر ومع حوكمة أعلى تعتمد على النظام

متى لا ينصح به؟

  • عند العمل على نظم حرجة أو متطلبات امتثال (صحة/مالية/أمان) ما لم توجد طبقات مراجعة واختبار قوية.

  • عندما تكون قابلية الصيانة والمعرفة المؤسسية أهم من سرعة النموذج الأولي.

خاتمة

«صياغة الرغبات» ليست عصًا سحرية ولا نهاية للبرمجة التقليدية؛ إنما أسلوبٌ يتفوّق في استكشاف الأفكار وتسريع النماذج الأولية، بشرط اقترانه باختبارات وانضباط هندسي. من الأفضل التعامل معه كعدسة جديدة في صندوق أدواتك: استخدمه عندما تريد الوصول بسرعة إلى رغبة المنتج، ثم انتقل إلى صرامة هندسية أعلى قبل دخول الإنتاج.

حول المحتوى:

تعرف على مفهوم Vibe Coding أو ما يطلق عليه برمجة الرغبات وأصله، كيف يعمل، مزاياه وتحدياته، ولماذا يعتبر اتجاهًا جديدًا في تطوير البرمجيات بالاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية.

هل كان هذا مفيدًا لك؟

أضف تعليقك